KITAB FUTUHUL GHOIB RISALAH 37 SYAIKH ABDUL QADIR JAILANI

RISALAH 37 المقالة السادسة والثلاثون فـي بـيـان الـدنـيـا و الآخـرة و مـا يـنـبـغـي أن يـعـمـل فـيـهـمـا قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه :أجعل آخرتك رأس مالك ودنياك ربحه، وأصرف زمانك أولاً في تحصيل آخرتك. ثم إن فضل من زمانك شئ اصرفه في دنياك وفى طلب معاشك، ولا تجعل دنياك رأس مالك وآخرتك ربحه. ثم إن فضل من الزمان فضلة صرفتها في آخرتك تقتضى فيها الصلوات تسبكها سبيكة واحدة ساقطة الأركان، مختلفة الواجبات من غير ركوع وسجود وطمأنينة بين الأركان، أو يلحقك التعب والإعياء فتنام عن القضاء جملة، جيفة في الليل بطالاً في النهار تابعاً لنفسك وهواك وشيطانك، وبائعاً آخرتك بدنياك عند النفس ومطيتها، أمرت بركوبها وتهذيبها ورياضتها والسلوك بها في سبيل السلامة وهى طرق الآخرة وطاعة مولاها عزَّ وجلَّ فظلمتها بقوبلك منها وسلمت زمامها إليها وتبعتها في شهواتها ولذاتها وموافقتها وشيطانها وهواها ففاتك خير الدنيا والآخرة وخسرتهما فدخلت القيامة أفلس الناس وأخسرهم ديناً ودنيا، وما وصلت بمتابعتها إلى أكثر من قسمك من دنياك، ولو سلكت بها طريق الآخرة وجعلتها رأس مالك ربحت الدنيا والآخرة ووصل إليك قسمك...