KITAB FUTUHUL GHOIB RISALAH 41 SYAIKH ABDUL QADIR JAILANI

RISALAH 41 المقالة الحادية والأربعون مـثـل فـي الـفـنـاء و كـيـفـيـتـه قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه :نضرب لك مثلاً في الفناء فنقول: ألا ترى أن الملك يولى رجلاً من العوام ولاية على بلدة من البلاد، ويخلع عليه ويعقد له ألوية ورايات، ويعطيه الكؤوس والطبل والجند فيكون على برهة من الزمان، حتى إذا اطمأن واعتقد بقاءه وثباته، وعجب به ونسي حالته الأولى ونقصانه وذله وفقره وخموله، وداخلته النخوة والكبرياء جـاءه العزل من الملك في أشر ما كان من أمره، ثم طالبه الملك بجرائم صنعها وتعدى أمره ونهيه فيها، فحبسه في أضيق الحبوس وأشدها، وطال حبسه ودام ضره له وذله وفقره، وذابت نخوته وكبرياؤه، وانكسرت نفسه وخمدت نار هواه، وكل ذلك في عين الملك ثم تعطف الملك عليه فنظره بعين الرأفة والرحمة، فأمر بإخراجه من الحبس والإحسان إليه، والخلعة عليه وردَّ الولاية إليه ومثلها معها وجعلها له موهبة، فدامت له وبقيت مصفاة مكفاة مهنأة وكذلك المؤمن إذا قربه الله إليه وا...